أرجو منكم التركيز والتفهم, مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت يوماً ما منطقة عامرة بالإسلام, عامرة بالحق, من على منبر المسجد كان يوجه رسول الله محمد ذلك النور الإلهي وحي الله الطري المنزل وبه يعالج قلوباً مرضى ويشفي نفوساً ويزكي نفوساً ويطهر قلوباً ويقوّم سلوكاً وعملاً, يبني هذه الأمة ويصلحها, ومن ساحة تلك المدينة كانت تتحرك ألوية الجهاد وسرايا الجهاد في سبيل الله تحت قيادة النبي من أجل الإسلام, من أجل أن يسود العدل, أن يقوم الحق, أن يزول الظلم, أن تُطهر الأرض من الفساد والجريمة, لكن في مرحلة متأخرة بعد أفاعيل وعمل ومشاريع لهدم هذه الأمة ولهدم جهود النبي في هذه الأمة, وجد الإمام الحسين نفسه غريباً في مدينة جده لا ناصر ولا مجيب, يدعو فلا مجيب له, يضطر لأن يخرج من تلك المدينة خروج موسى من مصر, وخروج رسول الله من مكة وهو يتلو قول الله تعالى: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ}
اقراء المزيد